مر اليوم العالمى للكبد دون تغطية إعلامية جيدة تتناسب وحجم المشكلة التى تعد أكبر مشكلة صحية تواجه مصر، والغريب أن هذه اللامبالاة الإعلامية تواكبت مع تعيين أستاذ جراحة كبد نابه كوزير صحة مصر وهو دكتور عمرو حلمى، الذى وهب حياته وعلمه لصالح مرضى مصر الغلابة، خاصة عندما تولى عمادة معهد كبد المنوفية، ودائماً يركز الإعلام على المشكلة الأكبر وهى فيروس سى التى بالفعل تستحق، ولكنه أهمل ما عداها، مما أثر على معلومات الناس عن الفيروس الآخر المهم وهو فيروس بى، الذى تشوشت معلومات الناس عنه وعن طرق علاجه، ولذلك قررت سؤال د. هشام الخياط، أستاذ الكبد بمعهد تيودور بلهارس، عن طريقة علاج هذا الفيروس، ويجيب د. هشام قائلاً:

«بروتوكول العلاج لفيروس بى يتضمن عدة شروط، أهمها أن يكون عدد الفيروس أكثر من ٢٠٠٠ وحدة دولية وتكون الأنزيمات الكبدية أعلى من الطبيعى فى خلال الأشهر الستة السابقة للعلاج، وإذا تم عمل عينة كبدية يكون هناك التهاب أو تشمع أو الاثنان معاً، وهذا لا ينطبق على المريض، لأن هناك أسباباً حكيمة وراء هذا الدستور العالمى الذى يطبقه الأطباء فى العالم، وهذه الحكمة تقتضى أولاً ألا نعرض أى مريض لعلاج فترة طويلة أقلها سنة إذا ما أعطى الطبيب الإنترفيرون طويل المفعول، أو لمدد طويلة قد تمتد لسنوات إذا ما تم إعطاء المريض الأقراص التى تؤخذ بالفم وتثبط تكاثر ونشاط الفيروس، وأيضاً هناك نقطة محورية مهمة، فقد أثبتت الدراسات العديدة التى تمت على عشرات الآلاف من المرضى أن هناك علاقة طردية متزايدة بين عدد الفيروس وتدهور الكبد وتحوله من مجرد التهابات مزمنة إلى تشمع، ثم تليف، ثم إلى أورام، وهذا لا يحدث إلا فى وجود عدد عال للفيروس أكثر من عشرات الألوف، وقد وجد أن المرضى الذين يعانون من فيروس بى، ولكن عدد الفيروس فى الدم أقل من الألفى وحدة دولية يكون كبدهم غير معرض للتدهور طالما بقى عدد الفيروس بمعدلات أقل من ٢٠٠٠ وحدة دولية، كما أنه من المعروف أن العلاج بالإنترفيرون له بعض الأعراض الجانبية.

ويضيف أن العلاج ببعض الأدوية التى تؤخذ بالفم والتى من الممكن أن يمتد العلاج بها إلى سنوات طويلة له بعض الأعراض الجانبية الأخرى، ويحتاج بعض الأدوية منها إلى عمل فحوصات دورية للكلى، ووجد أيضًا أن الأم الحامل تنقل العدوى لطفلها إذا كانت معدلات الفيروس فى دمها أكثر من عشرات الألوف، ووجد أن معدل نقل العدوى يكون ضئيلا جدًا بنسبة قليلة للغاية إذا كان معدل الفيروس فى الدم أقل من ٢٠٠٠ وحدة دولية.

ويؤكد أنه لابد على الزوج المصاب أن يحرص على أن يتم تطعيم زوجته، وذلك عن طريق ثلاثة تطعيمات تؤخذ على ثلاث جرعات، وفى هذا ضمان لعدم نقل العدوى من الزوج المصاب إلى زوجته، سواء عن طريق المعاشرة أو الدم وتأتى هذه التطعيمات بنتائج عالية تصل إلى أكثر من ٩٥% حماية للزوجة غير المصابة، ويمكن معرفة هذا إذا كانت الأجسام المناعية فى دم الزوجة بعد التطعيم أكثر من ١٠٠ وحدة دولية، لذلك ننصح المريض بالآتى:

أولا: عمل فحوصات دورية كل ثلاثة أو ٦ أشهر تتضمن وظائف كبد والفافيتوبروتين وموجات صوتية وعدد الفيروس فى الدم وإذا ما لوحظ أنه ارتفع إلى أعلى من ٢٠٠٠ وحدة دولية فى وجود ارتفاع فى الأنزيمات عن المعدلات الطبيعية يجب البدء فورًا فى العلاج.

ثانيا: يجب تطعيم الأسرة سواء الزوجة أو الأطفال الذين لم يتم تطعيمهم من قبل حتى لا تكون هناك فرصة ولو قليلة لانتقال العدوى إليهم».